DOWNLOAD OPHTHALMOLOGY TOOLBAR

السبت، ربيع الأول ٠٩، ١٤٣٢

السيرة الذاتية للرئيس السايق محمد حسني مبارك

السيرة الذاتية للرئيس محمد حسني مبارك




تاريخ ومحل الميلاد:-

ولد بتاريخ الرابع من مايو سنة 1928 بمحافظة المنوفية
يعني دلوقتي عنده حوالي 81 سنه (ربنا يطولنا في عمره)

المؤهلات :-






• حاصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية 1948.

• بكالوريوس علوم الطيران 1950.

• دراسات عليا فى علوم الطيران من اكاديمية (Frounz) العسكرية الروسية.

المناصب التي شغلها:-



• 2005 اعيد انتخابه لفترة رئاسه خامسة.

• 1999 اعيد انتخابه لفترة رئاسه رابعة.

• 1993 اعيد انتخابه لفترة رئاسة ثالثة.

• 1987 اعيد انتخابه لفترة رئاسة ثانية.

• 1982 رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي.

• 1981 رئيسا لجمهورية مصر العربية.

• 1979 نائبا لرئيس الحزب الوطني الديمقراطي.

• 1975 نائبا لرئيس جمهورية مصر العربية.

• 1972 قائدا للقوات الجوية.

• 1969 رئيسا لاركان القوات الجوية.

• 1968 مديرا لأكاديمية القوات الجوية.

• 1964 قائدا للقاعدة الجوية الغربية بالقاهرة.

• 1964 التحق بأكاديمية FROUNZ العسكرية بالإتحاد السوفيتي.

• 1952-1959 محاضرا في أكاديمية القوات الجوية.
وطبعا ربنا يزيده لفتره رئاسيه سادسه


*الحالة الإجتماعية:





متزوج وله ولدان ربنا يخليهوملنا .


الجوائز والميداليات الدولية التي حصل عليها سيادة الرئيس



*جوائز دولية:

•25-5-2007 اليونان تمنح الرئيس مبارك وسام جوقة الشرف من درجة "قائد أكبر"

•3/2004 منح الرئيس مبارك درع اتحاد المستثمرين فى افريقيا.

• 12/2002 جائزة التنمية .

• 8/2002 جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولى .

• 8/2002 جائزة الافرو اسيوية من اجل السلام .

• 1994 جائزة الأمم المتحدة .

• 1990 جائزة حقوق الإنسان الديمقراطية من قبل مركز الدراسات السياسية والإجتماعية بباريس .

• 1989 نوط جامعة Comptutense الإسبانية في مدريد.

• 1987 لقب شرف شهادة الحماية والتي تعادل 4 ميداليات من قبل السيد Laslo Nagui وهو الأمين العام للمنظمة العالمية للكشافين.

• 1987 ميدالية الأسطرولاب من قبل السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان ،اول فلكي عربي، بالنيابة عن الحكومة السعودية.

• 1985 جائزة رجل عام 1984 من قبل مجلس التضامن الهندي.

• 1983 جائزة رجل العام من قبل معهد دولي في باريس.

• 1983 درع رجل السلام من قبل السيد تشارلز راين، رئيس مركز السلام الدولي.



*ميداليات أجنبية


• 1990الوسام الرفيع للسابع من سبتمبرلجمهورية تونس.

• 1989 ميدالية مبارك العظيم الكويتية.

• 1989وسام الشرف العظيم من السودان.

• 1988 ميدالية الجمهورية من اليمن.

• 1986 وشاح فنت الدانمركي.

• 1986 ميدالية سارة فم السويدية.

• 1985 وسام الصليب الأعظم الالماني من نوط الإستحقاق من المانيا الفيدرالية.

• 1985 الوشاح الاكبر للملكة ايزابيل الكاثوليكية.

• 1984 الوشاح الاكبر لميدالية سافيور من اليونان.

• 1984 الوشاح الاكبر للميدالية القومية لابانتير من زائير.

• 1984 الوشاح الأكبر للميدالية لدولة مالي.

• 1984 النوط الاكبر لجمهورية افريقيا المركزية.

• 1984 ميدالية السلطان بروناي في دار السلام.

• 1983 ميدالية هنري الصغير في البرتغال.

• 1983 الوشاح الاكبر لميدالية الكريزانتيم الرفيعة من اليابان.

• 1983 نوط من الدرجة الأولي لميدالية العلم القومي من كوريا الديمقراطية.

• 1983 الوشاح الاكبر للميدالية الوطنية من النيجر.

• 1982 الوشاح الأكبر لميدالية الصليب العظيم من ايطاليا.

• 1982 الوشاح الأكبر لميدالية ليجيون دانير في فرنسا.

• 1981 ميدالية تريشاكي باتا من نوط الدرجة الأولي من نيبال.

• 1977 الوشاح الأكبر لميدالية ايزابيل الكاثوليكية من اسبانيا.

• 1977 الوشاح الأكبر لميدالية الإستحقاق القومية من توجو.

• 1977 ميدالية اديبرادانا الإندونيسية.

• 1976 الوسام العظيم لميدالية الشرف من اليونان.

• 1976 ميدالية المعارب من اليمن من الطبقة الثانية.

• 1976 ميدالية عمان من النوط الثاني.

• 1976 الميدالية العسكرية العمانية من نوط الدرجة الأولي.

• 1976 ميدالية العمياد السورية.

• 1975 ميدالية الكويت من نوط الإمتياز.

• 1975 ميدالية الوشاح الأكبر درجة وسام الشرف الذهبي من النمسا.

• 1975 وشاح ميدالية الإستحقاق القومية من فرنسا.

• 1975 نوط الشرف الذهبي العظيم من بلغاريا.

• 1975 ميدالية الباندا من المكسيك.

• 1974 ميدالية الملك عبد العزيز من نوط الإمتياز من المملكة العربية السعودية.

• 1974 ميدالية الهيمايون الايرانية من الدرجة الثانية.

• 1972 ميدالية الجمهورية من الطبقة الثانية من تونس.
اللهم صلي عالنبي

الميداليات والاوسمة المدنية والعسكرية الوطنية:-



أولا: العسكرية

• 1983ميدالية نجمة سيناء من نوط الدرجة الاولي.

• 1964&1974 وسام نجمة الشرف.

• ميدالية النجمة العسكرية.

• شعار الجمهورية العسكري من نوط الدرجة الاولي.

• الشعار العسكري للشجاعة من نوط الدرجة الاولي.

• شعار الواجب العسكري من نوط الدرجة الاولي.

ثانيا: المدنية

اوسمة وميداليات عسكرية ومدنية مصرية منحت للرئيس مبارك بموجب المرسوم الجمهوري رقم 223 لسنة 1983.

• وسام النيل الاكبر.

• 1975 ميدالية الجمهورية.

• وشاح النيل.

• ميدالية الجمهورية من نوط الدرجة الاولي.

• ميدالية الاستحقاق من نوط الدرجة الاولي.

• ميدالية العمل من نوط الدرجة الاولي.

• ميدالية العلوم والفنون من نوط الدرجة الاولي.

• ميدالية الرياضة من نوط الدرجة الاولي.

• شعار الاستحقاق من نوط الدرجة الاولي.

• شعار الامتياز من نوط الدرجة الاولي.


مرتبات شرفية :

1999 دكتوراة شرفيه من جامعة جورج واشنطن.

1999 دكتوراة شرفيه من جامعة سانت جونس.

1999 دكتوراة شرفيه من جامعة بكين.

1998 دكتوراة شرفيه بالإقرار بدوره الإقليمي والعالمي في بلغاريا.

1991 عضوية وسام هونوريس كوزا الدولي من قبل المجلس الأكاديمي المكسيكي للقانون الدولي.




الأربعاء، ربيع الأول ٠٦، ١٤٣٢

الثورة المصرية .. ربح الجميع إلا الثوار

الثورة المصرية .. ربح الجميع إلا الثوار

شريف عبد العزيز


لم يكن أحد من المصريين أو من غيرهم في محيطهم الإقليمي والدولي يتخيل أن يكون لمصر وأحداث انتفاضة شعبها المباركة مثل هذا الكم الهائل من الثقل والأهمية، وهذا الاستحواذ الكامل علي وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لم يكن أحد يتخيل الأهمية الإستراتيجية لهذا القطر العريق ومدي تأثيره علي السياسة الإقليمية والدولية وحتى علي الاقتصاد، فثورة المحرومين والمظلومين والمقهورين من شباب مصر الأبطال قد فاق أثرها ودويها، ما أحدثته ثورة أبطال تونس، حتى أن هذا الحدث الجلل هو الشغل الشاغل الآن للسياسة الخارجية للقوى العظمى مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي، وسقطت الأحداث الجسام مثل تقسيم السودان وفتن لبنان ومآسي العراق وغيرها من المشهد الإعلامي تماماً لصالح أحداث مصر اليومية بكل تفصيلاتها.

هذه الثورة المباركة والهبة الميمونة من شباب مصر الصادقين الشجعان تتعرض الآن وبعد مرور أكثر من عشرة أيام علي اندلاعها لعملية قنص وسطو أقل ما توصف به بأنها "غير شريفة"، من العديد من الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي بمصر، بعد أن أثبتت هذه الثورة البطولية سقوط العديد من الثوابت في مسيرة العمل السياسي والتنظيمي ليس في مصر وحدها لكن في العالم بأسره، هذا السطو غير الشريف سيسلب الثورة مكتسباتها، ويهدر دم شهدائها، ويبعثر جهود من تعبوا لإيقاظ الشعب المصري من سباته الجبري لسنوات طويلة ، فكيف ذلك ومن الجناة؟
فن تفكيك الثورة:


ثورة الشباب بكل ما فيها من حماسة وشجاعة وعفوية وبذل تمثل حالة استثنائية علي ثورات الشعوب، فما من ثورة في التاريخ الإنساني إلا ولها قيادة ومنظرون وعقول مدبرة، إلا هذه الثورة المباركة، وقد يكون هذا أحد أسباب روعتها وفورتها القوية، ولكن هؤلاء الشباب الأنقياء رغم ما أوتوا من سعة إدراك وواسع معرفة وإطلاع بالأمور السياسية العامة وأحوال السياسية الخارجية والدولية، إلا أنهم لا يعرفون دخائل السياسة ولا يعرفون المبادرات الجانبية وتحالفات المصلحة، لا يعرفون ألاعيب الساسة ومؤامرتهم التي مردوا عليها من سنوات طوال في لعبة السياسة وفن الممكن والمصالح المطلقة، ونحن لا نتهم هؤلاء الشباب الأبطال بالسذاجة السياسية أو غير ذلك، حاشا لله أن يطال لسان ضعيف عاجز مثلي، موقف هؤلاء الأبطال، ولكنها الحقيقة التي لابد من إدراكها قبل فوات الأوان وضياع كل ما بذلوه من تعب وعرق ودم.


ثورة الشباب تتعرض وتحديداً من يوم الثلاثاء الماضي لعملية تفكيك غير مباشرة بأسلوب مخابراتي شديد الذكاء، فبعد أن كان شعار الثورة المباركة عند انطلاقها (الشعب يريد إسقاط النظام) أصبح الشعار اليوم وبكل وضوح (الشعب يريد إسقاط الرئيس) وهذا يعتبر انحراف كبير وجوهري في مسار الثورة يهدد ببقائها وجديتها، فخفض سقف طموحات الانتفاضة الشعبية لا يضر إلا بها، وكأن المشكلة قد أصبحت في شخص الرئيس فحسب، مع أن الجميع يعلم يقيناً أن منظومة الحكم كلها كانت فاسدة، وتحتاج إلي حلول جذرية وليست ترقيعية، وما حدث في تونس خير شاهد علي خطورة بقاء أشباح النظام القديم تهدد البلاد والعباد، وتؤز القيادة الجديدة أزا من أجل العودة إلي الظلم والفساد.

هذا التغيير الجذري في شعار الثورة قد أدخل القائمين عليها في متاهة من نوع آخر لا قبل لهم بها، بل هم لا يعرفون عنها أي شيء في الأساس، وهي متاهة القوانين والدساتير، والبنود والخطوات القانونية والإجراءات التشريعية التي تزخر بالتفاصيل التي لا يقف عليها إلا ترزية القوانين وما أكثرهم في الحزب الحاكم (سابقاً) وهو ما يدور حوله اللغط والخلاف في الأيام السابقة، فبعد المواجهات الدموية الهجمات الوحشية التي قادها سلاح النظام السري (البلطجية) على المتظاهرين في ميدان التحرير يوم الأربعاء الماضي، وما أحدثه من مكاسب وتعاطف داخلي وخارجي واسع النطاق وأشرفت الثورة علي النجاح الكامل، خرجت دوائر الحزب الحاكم (سابقاً) لتروج لفكرة اشترك في صياغتها العديد من الأطراف التي تريد أن تحقق أكبر قدر من المكاسب علي حساب دماء الشهداء وتعب المرابطين في ميدان التحرير.


وبطريقة البيضة أولاً أما الدجاجة، دار لغط كبير وحوار عقيم منذ يوم الخميس في الأوساط السياسية والإعلامية والشباب المشاركين، هل لو تمت إقالة الرئيس الآن من سيقوم بتعديل الدستور وإلغاء قانون الطوارئ، ومن سيحل مجلسي الشعب والشورى الباطلين؟ فإن نائب الرئيس لا يملك مثل هذه الصلاحيات، إذ لا يملكها إلا الرئيس المنتخب من قبل الشعب، وبالتالي لا يمكن إقالة الرئيس حتى يقوم بمثل هذه الإصلاحات، وهذا ما يتعارض مع المطلب الأساسي للمتظاهرين المرابطين في ميدان التحرير، الذين أقسموا إلا يغادروا الميدان حتى يتنحى الرئيس، وهنا يقول لهم سدنة النظام لو سلمنا لكم بما تطلبون سوف يستحيل تنفيذ أي وعود إصلاحية، فلا إلغاء لقانون الطوارئ ولا تعديل للدستور ولا إطلاق للحريات ولا حل للمجالس النيابية المزورة، إذ أن كل ذلك سينتظر إلي شهر سبتمبر القادم موعد انتخابات الرئاسة الجديدة، وبالتالي سيتعين عليكم المفاضلة بين تنحية الرئيس أو انتظار التعديلات، وهذا ما أوقع المتظاهرين في دائرة أخرى لم تكن في حسبانهم، وهي دائرة أصحاب المصالح من هذه الثورة.


هل توجد صفقات سرية؟
المتابع الجيد لسير الأحداث في مصر منذ اندلاع الثورة المباركة يعلم علم اليقين، أن ثمة صفقة ما تجرى في الخفاء بين العديد من القوى السياسية الفاعلة والنشطة في المشهد السياسي في مصر، فبتحليل أطراف الثورة والشخصيات الحاضرة في مشهد الأحداث، نجد خمسة أطراف حاضرة: النظام الحاكم ممثلاً الآن في عمر سليمان نائب الرئيس، الشباب المعتصمون بكافة أطيافهم الحزبية والاجتماعية والفكرية والثقافية وقرنائهم المتظاهرون في كل المحافظات، الإخوان المسلمين، الأحزاب السياسية المرخصة مثل الوفد والتجمع والناصري وغيرهم، الجمعيات الوطنية وحركات التغيير السياسية مثل حركة كفاية وجمعية التغيير ولجنة الحكماء.


الطرف الأكثر فاعلية في هذه الأطراف كلها والذي يرجع إليه الفضل الأول بعد الله في إيقاظ الانتفاضة هم الشباب خاصة المعتصمين في ميدان التحرير، وللأسف هو الطرف الوحيد الذي علي ما يبدو سيخرج من اللعبة السياسية والصفقات السرية، فالنظام الحاكم ممثلاً في عمر سليمان قد دعا كافة الأطراف إلي الحوار وهو يعلم علم اليقين أن الشباب لا يوجد لهم قيادة محددة تتكلم بلسانهم أو تعبر عن مطالبهم صراحة مثل باقي الأطراف، حتى من تم انتخابهم للتمثيل هم من نشطاء الفيس بوك والإنترنت، ولم يمارسوا السياسة عمليا ولم تعركهم خطوبهم ودواهيها، بل هم لا يعرفون ألاعيب المخابرات وميكيافيلية الإخوان ومؤامرات الأحزاب السياسية، لذلك بدأ الحوار من غيرهم، والجميع يعرف بالضبط ماذا يريد منه الطرف الآخر.


فالنظام ممثلاً في عمر سليمان وهو رجل مخابرات من طراز فريد شهد بكفاءته الجميع في الداخل والخارج، وهو خبير في فنون التفاوض والتحاور والعرض والطلب، قد فتح المجال للحوار مع العديد من الأطراف، وفي أجندته الخاصة هدف استراتيجي ليس بالبعيد، وهو تسلم السلطة ليس فقط بتفويض من مبارك، ولكن بإجماع سياسي ومباركة شعبية، وهو قمة هرم الدهاء السياسي.


فنائب الرئيس عمر سليمان يريد من كل طرف عدة أمور، وفي المقابل يريد منه الأطراف الأخرى عدة أمور، فهو يريد من الإخوان مثلاً فض التظاهرات من الشارع المصري، خاصة المتظاهرين في المدن الهامة مثل الإسكندرية والإسماعيلية والسويس والمنصورة، وإخراج عناصرهم المتواجدة بكثافة في ميدان التحرير، وهو يعلم علم تماماً مدى سيطرة الإخوان على الشارع وثقلهم الاستراتيجي في هذا المضمار، وهو يريد منهم أيضاً تعهداً مؤكداً بألا يترشح منهم أحد لانتخابات الرئاسة التي من المتوقع أن تتم تحت إشراف دولي، ويحتاج سليمان أن تخرج بصورة نظيفة يشهد لها العالم وتؤكد علي سيطرته على الوضع الداخلي وهو ما يريده العالم الخارجي خاصة أمريكا وإسرائيل، وفي المقابل يريد الإخوان من سليمان الاعتراف بهم ككيان سياسي ممثلاً في حزب معترف به يحصل على ترخيص ويسمح له بالمشاركة في الحياة السياسية، ولكن بضوابط وشروط معينة تجعله حزباً لا يكون على أساس ديني أو يرفع شعاراً دينياً مثل الإسلام هو الحل، كما لا يكون لهم تدخل في السياسة الخارجية وهو شرط أساسي لعمر سليمان في تفاوضه مع سائر الأطراف، وقد ظهرت بوادر صحة هذا الكلام في تغير لغة الحوار في وسائل الإعلام عن دور الإخوان في المظاهرات فقد تم حذف مفردة (المحظورة) التي ظلت تلازم الجماعة منذ عشرات السنين عند الحديث عنهم، وبدت أيضاً في نزول وزير الدفاع بنفسه لميدان التحرير يوم الجمعة لإقناع شباب الإخوان بالضغط علي مرشدهم لقبول الحوار مع النظام، ووصف سليمان نفسه للعرض الذي يقدمه للإخوان بأنه (ثمين ولا يعوض)، ثم إعلان الإخوان نيتهم عن عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، فكلا الطرفين يحسن استقبال إشارات الطرف الآخر والتعامل معها، وكلاهما من دهاة السياسة المصرية.


أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل الوفد والتجمع والناصري، فسليمان يعلم ضعف أثرها على الشارع، وغياب تمثيلها في المظاهرات، ولكنه يريد منها إكمال المشهد السياسي وتجميله في الانتخابات القادمة بترشيح رؤساء الأحزاب الذي يعلم يقيناً أنها لن تحصل علي نسبة تذكر من الأصوات لضعف بنيتها الشعبية، كما أنه يريد منها أن تكبح جماح الإخوان وتستوعب الشباب الذين لا ينتمون إلي الإخوان مثل شباب الفيس بوك والإنترنت وكفاية وغيرهم ممن يوصف بالانفتاح والليبرالية، وفي المقابل سوف تحصل هذه الأحزاب علي تمثيل مناسب في الحقائب الوزارية، مع اشتراط عدم التدخل في السياسة الخارجية، أما لجنة الحكماء والتي تمثل الصفوة من المفكرين والمتخصصين والذين كان يفترض فيهم أن يكونوا أكثر الناس حصافة وفهماً لدخائل السياسة، فالنظام يريد منهم استيعاب مطالب شباب التحرير المتغايرة وإقناعهم بالخروج من الاعتصام، والتحدث بالنيابة عنهم لاستبعاد العناصر العنيدة من هذه الجموع، وفي المقابل سيحصل هؤلاء الحكماء علي دور ما في الحياة السياسية بمصر، على الأغلب أنه سيكون دور رقابي ولكنه بصورة شرفية وغير ملزمة.


وسواء صح هذا الكلام أم لم يصح فإن الأحداث المتلاحقة والجدل الدائر اليوم في مصر حول تنحية الرئيس أو تفويضه لنائبه أو حتى تدخل الجيش لحسم الخلاف، فكل هذه السيناريوهات على ما يبدو أنها تقود لشخصية عمر سليمان رجل المخابرات القوي، والذي يمسك في يده بخيوط اللعبة والذي توافقت عليه القوى الخارجية ويبقي التوافق الداخلي وهو ما ستنتهي إليه علي الأغلب جلسات الحوار التي بدأت منذ يومين، وبالتالي سيخرج جميع الأطراف من هذه الثورة فائزين ورابحين ما عدا الشباب الذين دفعوا أرواحهم ودمائهم وأيقظوا الشعب من سباته، أما الشباب في ميدان التحرير فليس لهم بعد ذلك كله إلا الله عز وجل، وكفي بالله حسيباً ووكيلاً.



بقلم: شريف عبدالعزيز
shabdaziz@hotmail.com

السبت 05 فبراير 2011 م
 



Don't get soaked. Take a quick peak at the forecast
with theYahoo! Search weather shortcut.

بيان الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات بخصوص أحداث مصر


بيان الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات بخصوص أحداث مصر

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : 08 - 02 - 2011 


أكدت "الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات" والتي تضم علماء ودعاة بارزين في مصر، أن المخرج الوحيد من الأزمة التي تمر بها البلاد هو الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشددة على أن "المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية".


جاء ذلك في بيان صادر عن الهيئة تلقت "مفكرة الإسلام" نسخة منه.

وفيما يلي نص البيان:
بيان من الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن الأمة المصرية تمر اليوم بمرحلة بالغة الخطورة، تستوجب أن يقوم العلماء والدعاة وأصحاب الرأي والحكماء بواجبهم نحو مناصحة أمتهم.
والموقعون على هذا البيان يتوجهون إلى مختلف طوائف الأمة بما يلي:


أولًا: إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتعاون على البر والتقوى، وترك التعاون على الإثم والعدوان.


ثانيًا: إن الأمة لن تسمح بالمساس بالمادة الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة، واحترام مرجعية الشريعة الإسلامية وأنها المصدر الرئيس للتشريع، وذلك لأنها صمام الأمن والأمان والسلام لجميع أفراد الوطن مع التأكيد على ضرورة إلغاء قانون الطوارئ وكل ما يشير إليه.


ثالثًا: لقد اتجهت الأمة اليوم بكل طوائفها نحو التغيير والإصلاح بما لا يجوز تعويقه، ولا الإبطاء في إنجازه، وإن إقامة العدل وتحقيق التنمية وإصلاح الحكم ومؤسساته -هو اختيار الشعب الذي يمثل الاستقرار المنشود. وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية.


رابعًا: إن تحقيق الأمن والسلام والتكافل والتراحم بين فئات المجتمع مرهون بإجابة مطالب الشباب المشروعة، وإعطاء الضمانات الكفيلة بتأمين جموع المتظاهرين، واتخاذ الإجراءات التي تكشف عن صدق النوايا، والتي يمكن إعادة بناء جسر الثقة والمصداقية الذي انهار بسبب ما وقع من أخطاء ونقض للعهود.


خامسًا: تؤكد قوى المجتمع على حفظ مكتسباتها وتطالب بالوقوف خلف مطالب الشباب، وإنجاز التغيير في الاتجاه الصحيح، دون انزلاق مع توجهات منحرفة، أو شعارات مضللة، وتنبه إلى أن هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية فضلًا عن إجماع الأمة.


سادسًا: يناشد الجميع المسئولين عن البلاد بحقن الدماء وحفظ الأرواح وضبط الأمن، وسرعة اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الفاسدين دون إبطاء تحقيقًا لمصالح البلاد والعباد.


سابعًا: يحتسب الموقِّعون على هذا البيان المقتولين من أهل الإيمان بسبب الاعتداء عليهم -شهداء عند الله تعالى، ويستحق أهلهم تعويضًا عما لحقهم من الخسائر والأضرار في الأنفس والممتلكات.


ثامنًا: على جموع المتظاهرين أن يعملوا على حفظ مطالباتهم بسلوك الطرق السلمية في التعبير والمطالبة، والبعد عن كل ما يعرِّض هذا الجمع للأخطار، وكل ما يؤدي إلى الإضرار بالوطن والمواطنين، ويوجد ذرائع البطش والتنكيل.


تاسعًا: يشيد الموقعون على هذا البيان بالموقف الوطني المشرف للجيش المصري ورسالته في حفظ أمن الوطن والمواطنين.


عاشرًا: ندعو جموع الشعب المصري إلى إشاعة الرحمة والرفق، والعفو والصفح، عن كل من أساء أو اعتدى بشرط تحقق المطالب، ونجاح المقاصد، قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين} [الشورى:40].


حفظ الله مصرنا آمنة مطمئنة، وحمى شبابها ورجالها، وولّى عليها خيارها، وجعل ولايتها فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه، برحمته إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين.

القاهرة
2/2/1432هـ - 5/2/2011م.

الموقعون على البيان:
1- أ.د. نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية سابقًا.
2- أ.د. عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر وأم القرى.
3- أ.د. علي أحمد السالوس أستاذ الفقه والأصول والنائب الأول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا.
4- أ.د. مروان شاهين أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
5- أ.د. الخشوعي الخشوعي محمد وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
6- د. يحيى إسماعيل أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
7- د. عبد المنعم البري الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
8- أ.د. عمر عبد العزيز الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر.
9- أ.د. محمد عبد المقصود داعية إسلامي.
10- د. محمد إسماعيل المقدم داعية إسلامي.
11- فضيلة الشيخ مصطفى محمد داعية إسلامي.
12- د. سعيد عبد العظيم داعية إسلامي.
13- د. ياسر برهامي داعية إسلامي.
14- د. محمد يسري إبراهيم المستشار بجامعة المدينة العالمية.
15- د. صفوت حجازي داعية إسلامي.
16- د. محمد عبد السلام داعية إسلامي.
17- د. أحمد النقيب داعية إسلامي.
18- فضيلة الشيخ خالد صقر داعية إسلامي.
19- د. عطية عدلان عطية الأستاذ بجامعة المدينة.
20- د. أحمد فريد داعية إسلامي.
21- فضيلة الشيخ أحمد هليل داعية إسلامي.
22- د. هشام عقدة داعية إسلامي.
23- د. هشام برغش داعية إسلامي.
24- د. محمد رجب داعية إسلامي.
25- فضيلة الشيخ نشأت أحمد داعية إسلامي.
26- د. ياسر الفقي المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.
27- د. وليد الجوهري داعية إسلامي.
28- د. مدحت عبد الباري داعية إسلامي.



Never miss an email again!
Yahoo! Toolbar
alerts you the instant new Mail arrives. Check it out.

السبت، ربيع الأول ٠٢، ١٤٣٢

بصائر في الفتن

بصائر في الفتن (خطبة مقترحة)
29-صفر-1432هـ   3-فبراير-2011     

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فلابد من التوبة إلى الله قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31).

- الحكمة من البلاء: التضرع: قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:42-43)، وقال: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76).

وقال الله -تعالى-: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يقول الله -تعالى-: نبتليكم بالشر والخير فتنة، بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال".

- استعينوا: "بالصبر والصلاة - الدعاء - الذكر - الصوم":

- الصبر والصلاة: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153)، و"كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى" (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني)،

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالصَّلاَةُ نُورٌ) (رواه مسلم)؛ (وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ) (رواه مسلم).

- الدعاء: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9)، وقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)، (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) (القمر:10)، (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) (الأنبياء:87).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

- الذكر: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأنفال:45)، وهذا أمرُ الله لنَبِيِّهِ موسى -عليه السلام- حيث لقاؤه بطاغوت عَصْرِه: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلاَ تَنِيا فِي ذِكْرِي اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) (طه:42).

- الصيام: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّوْمُ جُنَّةٌ) (رواه البخاري ومسلم).

- الثقة في نصر الله لدينه وأهله:  قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51) قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلامَ، وَذُلاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وعن خباب -رضي الله عنه- قال: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ. قُلْنَا لَهُ: أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: (كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ) (رواه البخاري).

- الصدق مع الله والإخلاص، لا الجاه والرياء والسمعة: عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلاً مِنْ الأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: (قَسَمْتُهُ لَكَ) قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: (إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ) فَلَبِثُوا قَلِيلاً ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَهُوَ هُوَ). قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: (صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).

- ذكر أحاديث في الفتن وشرحها، والتثبت وعدم التعجل:

- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ) فَقَالَ رَجُلٌ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلا غَنَمٌ وَلا أَرْضٌ" قَالَ: (يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ) فَقَالَ رَجُلٌ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي" قَالَ: (يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (رواه مسلم)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ) (رواه البخاري ومسلم).

- وقال: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) (رواه مسلم).

وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: أَشْرَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: (هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إِنِّي أَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ) (متفق عليه).

قال النووي -رحمه الله-: "والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم أي إنها كثيرة، وتعم الناس لا تختص بها طائفة".

- وقال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ) (رواه مسلم).

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ) (رواه مسلم)، وفي رواية عند مسلم أيضًا: (مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو عَصَبِيَّةً أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ).

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ). قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: (الْقَتْلُ). قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا! قَالَ: (إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا)، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟! قَالَ: (إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني). (هَبَاءٌ): قليلو العقل، أراذل.

- حرمة الدماء وغلظ قتل المسلم وجرحه وأذيته والإجماع على أنه لا يجوز الإكراه على قتل مسلم ولا سمع ولا طاعة لأحد في معصية الله، ولا يوجد في الإسلام "عبد المأمور": قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93)، وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) (الفرقان:68-69)، (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) (الإسراء:33).

- وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) (رواه البخاري).

- وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكَبَائِرَ -أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ- فَقَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ) (رواه البخاري ومسلم)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ) (رواه البخاري ومسلم).

- وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ) (متفق عليه).

- وعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، وفي رواية عنه -رضي الله عنه- بسند صحيح: (وَلَو أَنَّ أَهْل سَمَاوَاتِه وَأَهْل أَرْضِهِ اشْتَرَكُوْا فِي دَم مُؤْمِنٍ لأََدْخَلَهُمُ الْلَّهُ الْنَّارَ).

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم).

- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَجِىءُ الْمَقْتُولُ بِالْقَاتِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاصِيَتُهُ وَرَأْسُهُ بِيَدِهِ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا يَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي حَتَّى يُدْنِيَهُ مِنَ الْعَرْشِ) (رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني).

- وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ- يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: (مَا أَطْيَبَكِ، وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا) (رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح لغيره).

 وروى الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ".

- إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

- لماذا لا يتوقع من الأحداث تغيير يؤدي إلى التمكين؟ لعدم تغيرنا بالقدر الواجب. لأننا لم نتغير بعد لما يحبه الله ويرضاه كما ينبغي.

- التأكيد على مواساة الفقراء والصدقات وتفقد أحوال المسلمين الضعفاء: من التكافُل والإيثار وتَفَقُّد الجيران وتوفير ما يحتاجونه مِن الحماية والدَّعْم والرعاية -وبخاصَّة الرعاية الطبية- والأدويةِ والمواد الغذائية.

كما نناشد التُّجَّارَ أن يرحموا الناسَ ويرفقوا بهم، وألا يحتكروا السِّلَعَ ولا يغالوا في أسعارها، وأن يَبذلوا بالمجَّان للمحتاجين ابتغاءَ ثواب الله -تعالى-.

ونَحُثُّ المستشفيات الخاصَّة أن تفتحَ أبوابَها لاستقبال حالات الطوارئ وعلاجِها بالمجَّان محافظةً على شَرَف مهنتهم وقدسيتها.

- التأكيد على دور الإخوة في تأمين مصالح الناس خصوصًا أثناء غياب الناس في المظاهرات: والمحافظة على الدِّماء والأعراض والأموال التي حَرَّمها اللهُ -عز وجل-، سواء في ذلك دِماء المسلمين أو غيرِهم.

والتصدي للعصابات الإجرامية التي تَعيث في البلاد فسادًا وإرهابًا وترويعًا للآمنين، وحمايةُ الممتلكات العامَّة؛ كالمستشفيات والمصانع والبنوك وسائرِ المرافق الحيوية، أو الممتلكات الخاصَّة كالمحال التجارية والعماراتِ السكنية، والأخذُ بحزم على يد مَن يحاول المساس بها. بيان الدعوة السلفية (1)، بيان الدعوة السلفية (2).

- احتمال الاختلاف بين المشايخ والعلماء في مسائل الاجتهاد السائغ، ولا شك أن مسائل المصالح والمفاسد في الغالب تكون من هذا الباب، خصوصًا مع الاشتباك والاشتباه، فأنت لا تختار بين السيئ والصالح، بل بين السيئ والأسوأ والأشد سوءًا، فلابد من عذر المخالف ورحمته، وليعمل كل بما يخلصه من غضب الله يوم القيامة، وليصدق مع الله حتى يرزقه البصيرة.

- الانشغال بذكر الله عن الجدال والقيل والقال، ومتابعة الأخبار بالساعات: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) (متفق عليه).

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف


الجمعة، ربيع الأول ٠١، ١٤٣٢

لن نتراجع.. لن نُستدرج.. لن نُوظف

لن نتراجع.. لن نُستدرج.. لن نُوظف
14-صفر-1432هـ   19-يناير-2011     

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمَن تتبع الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها صحف إعلامية على الدعوة السلفية ورموزها؛ يجد أن الهدف مِن ورائها لا يخرج عن أحد ثلاثة احتمالات:

الأول: هو دفع الدعوة لتقديم تنازلات في عددٍ من القضايا، منها:

أ‌- ترك الدعوة إلى تطبيق الشريعة ومنابذة العالمانية.

ب‌- التخلي عن الدعوة إلى التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم -وبالأخص النصارى- مِن المنظور الإسلامي لهذه القضية، والقبول بالطرح العالماني لهذه القضية، بل القبول بما هو أدنى مِن الطرح العالماني.

جـ- التطبيع مع الفن والرقص والغناء والتمثيل، وغيرها من صور الفجور.

د‌- إغلاق ملف النقاب والحجاب.

هـ‌- الترحيب بالغزو الثقافي الأمريكي من جهة، والشيعي من جهة أخرى.

والقائمة طويلة، ولكن هذه أبرز عنواينها.

الثاني: الاستدراج إلى العنف:

وذلك لأن كثيرًا مِن هؤلاء المهاجمين للسلفية لا يُخفون ولاءهم للثقافة الغربية والأجندة الغربية بصفة عامة!

وبعضهم يعمل في وسائل الإعلام المملوكة للوبي الغربي، ومِن ثمَّ يريد تحقيق أهدافهم.

وهؤلاء يريدون تفخيخ العلاقة بيْن الإسلاميين والأنظمة الحاكمة؛ لتسيل الدماء من الجانبين، بينما يعيش هؤلاء على هامش المعركة تحريضًا وتهييجًا، ومؤتمرات ومؤامرات، ومناصب ثقافية في نظام كانوا وما زالوا أشد خصومه الفكريين؛ حيث ينتمي معظمهم إلى اليسار، في الوقت الذي يبايع الأنظمة اليمينية، ويغازل قوى الشعب الكادحة بعقد المؤتمرات في الفنادق العائمة!

ومِن العجب: أن تكون الجرائد والمجلات التي تُحرِّض النظام على البطش بالسلفيين هي التي تحرض السلفيين على الثورة مطالبة بثأر "السيد بلال" -رحمه الله وأنزله منازل الشهداء-!

إذن فهم يريدون أن يستدرجوا الحركة الإسلامية إلى العنف، لا سيما السلفيين الذين لم يمتنعوا عن ممارسة العنف فحسب، بل أقنعوا "الكثيرين" بتركه.

"
فوالله ثم والله لا نتراجع عن شيء نراه حقًا إلا إذا تبين لنا -بالدليل القاطع مِن الكتاب والسنة- خطأه، لا بتدجيل دجال ولا بسخرية مستهزئ
"

الثالث: توظيف شباب السلفيين في فوضى عارمة بعد الفوضى الخلاقة:

والمتابع للساحة الإسلامية والعربية، وتقاطعها مع الساحة العالمية؛ يجد أن هناك خيوط مؤامرة لتفجير الأوضاع المحتقنة بطبيعة الحال في البلاد الإسلامية، بدأت مع تسريبات "ويكليلكس"، وتصاعدت في عدة بلدان في آن واحد تزامنًا مع استفتاء الجنوب السوداني.

وكثير مِن المتصدين للإعلام ولغيره يصورون للنظام أنه يهاجم الإسلاميين مِن أجل عيون النظام؛ بينما هو يهاجم الإسلاميين، ويفتح لهم بوابات هروب في اتجاه لا يخدم البلاد، ولا النظام، ولا الإسلام بطبيعة الحال!

فوكلاء الغرب في بلادنا -وهم يحرثون الأرض لثورات شعبية- يزعجهم التفاف شباب الإسلاميين بصفة عامة -والسلفيين بصفة خاصة- حول مشروعات سامية تهون معها ما يلاقونه مِن مشكلات اقتصادية واجتماعية، كما أنهم يُساهمون في تخفيف آثار تلك الأزمات على غيرهم بدلاً مِن أن يَفِرَّ الناسُ إلى الانتحار.

ومِن ثمَّ يقوم هذا "الطابور الخامس" بتحريض النظام على القادة الإسلاميين؛ بينما يحرِّض الأتباع على قادتهم.

والمطلوب في النهاية: أن يترك الشباب الإسلامي المشروع الإسلامي؛ ليخرجوا في مظاهرات الجياع كحال تونس، وغيرها من الدول العربية والإسلامية.

ونحن نقول لهؤلاء: موتوا بغيظكم؛ فبإذن الله لن نتراجع عن ثوابت ديننا، وليفعلوا كل ما في وسعهم.

ولن نُستَدرج إلى حمامات الدم؛ لأننا نعرف حرمة الدماء، ونعرف أهمية الحفاظ على بلاد المسلمين.

ولن نُوظف في معركة غير معركتنا.

سنبقى -بإذن الله- غصة في حلوقهم أجمعين.

فأما مَن كان يروم مِن حملته الأمر الأول: فنقول له كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ساومه المشركون على أن "يسكت" عن عيب آلهتهم، وهم يعطونه كل ما يتمناه بشرٌ -سوى الأنبياء وأتباعهم- مِن: الملك، والجاه، والنساء، والمال؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً) يَعْنِي: الشَمْس (رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى في مسنده، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن، وحسنه الألباني).

ويروى أنه قال: "والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر؛ لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

لن نستجيب لحملة المساومات، وقد قال -تعالى-: (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (الإنسان:24)، وبالغ في نهي رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك تنبيهًا على مَن دونه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً) (الإسراء:74).

ولا يعني هذا أننا ندعي أننا كأفراد أو كاتجاه نحتكر الحق كما يدعي العالمانيون؛ ولكن نحن نتمسك بالحق الذي يتبين لنا، ونقول لمن ساومنا عليه: (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) (طه:72).

وأما مَن طلب النقاش والمناظرة، وأراد أن يقارع الحجة بالحجة بدلاً من سياسة العصا والجزرة التي تتبعها بعض وسائل الإعلام معنا؛ فنحن نرحب بأي نقاش يقوم على أرضية الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.

والواقع: إن تهمة احتكار الحق هي إحدى الحيل الدفاعية التي يبرِّر بها خصوم السلفية موقفهم الضعيف أمامها؛ حيث إننا لا نعلم أحدًا في الدنيا يعتقد أو يظن صحة أمر ما إلا وهو يدافع عنه وينافح، وهذا من بديهيات الأمور.

ولكن الذم فيمن يرى أنه كشخص لا يخطئ، أو يجب اتباعه حتى وإن أخطأ، وهذه الفرية أقرب إلى العالمانية؛ لاسيما العالمانية "الردحية"! وأبعد ما تكون عن السلفية.

وأما مَن ظنَّ أن هذه الحملات هي التي أخرجت منتسبين إلى السلفية يفتون بقتل المعارضين السياسين، ولا يرون دخول السياسة إلا مِن بوابة الحزب الحاكم، و لا يرون فى الدنيا منكرًا إلا أخطاء الجماعات الاسلامية سواء منها ما كان ثابتًا أو ما كان متوهمًا، ومِن ثم يواصلونها أملاً في أن يصل باقي السلفيين إلى تلك النهاية المخجلة؛ فنقول لهم: إن هؤلاء أقوام أصيبوا بسقم في الفهم، ونسبوه إلى السلفية؛ فلا ينبغي أن يعول عليهم كثيرًا، أو يظن إمكانية وصول غيرهم إلى نفس قناعاتهم.

فليوفر كل راغب في تراجع الدعوة عن شيء من منهجها وقتَه وقلمه وجهده؛ فالدعوة لا تنتشر بجهود أبنائها؛ وإنما تنشر بتأييد الله لها متى صبر أبناؤها عليها، وبذلوا كل ما استطاعوا مِن جهود في نشرها.

وأما مَن يريد أن يجر الدعوة إلى تبني العنف؛ فهو أمر يظهر في سلوك مَن يحرض الأمن على السلفيين، ثم يحرض السلفيين على الثورة مِن أجل حقوقهم، ثم إذا امتص الشيوخ تلك الصدمات، وأوقفوا مفعول تلك الحيل الشيطانية؛ حرضوا عليهم أتباعهم.

لقد ذكر الشيخ "ناجح إبراهيم" في ذكريات تجربة الجماعة الإسلامية كيف كان يأتي المحامون مِن اليسار ليعرضوا على إخوة الجماعة الدفاع المجاني عنهم، ثم يتعمدون عدم الدفاع المتقن؛ ليبقى الثأر قائمًا بين الجماعة والنظام.

وليعلم هؤلاء: أن السلفيين لا يرضون بالظلم، ولو كان عشر معشار ما يملأ السهل والوادي، ولكنهم اختاروا السلمية؛ لأنهم دعوة، يريدون مناخًا يمكن عرض الحق فيه، وليس مجتمعًا مثقلاً بالجراح، وملبدًا بالغيوم، ودعاة لا يخرجون من مخابئهم إلا في لعبة الكر والفر.

يا أيها المحرضون.. حرضوا.. وسنواجه هذا التحريض بسهام الليل التي ربما أصابتكم أنتم قبل غيركم.

"
ولن نُوظف في معركة غير معركتنا. وسنبقى -بإذن الله- غصة في حلوقهم أجمعين
"

وهل نسيتم "فيروس أبي زيد"؟!

أم تراكم نسيتم الجنازة الهزيلة لأستاذكم "محفوظ"؟!

أم لم تشاهدوا "شين العالمانيين" وهو يفر مذعورًا، وقد تخلي عنه سادته، ولم يتبعه محرضوه؟!

لا تجهدوا أنفسكم في البحث عن سبب لهذا الرعب المفاجئ؛ فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والله يقول لدعوة المظلوم: (بِعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

وأما أخطر هذه الاحتمالات فهو محاولة استقطاب شباب الدعوة الإسلامية؛ لا سيما بعد ما قرب الإنترنت المسافات.. فيحاول هؤلاء أن يقودوا الشباب الغاضب من كل الاتجاهات؛ لكي يحدثوا فوضى عارمة بعد ما لم تفِ الفوضى الخلاقة التي صدرتها لنا أمريكا بالمطلوب!

والعجيب أن هناك مَن يساعد على هذا المناخ..!

ولا ندري مَن أشار بتقليص عدد مقاعد الإخوان من 88 إلى صفر!

وهل درس مَن أوصى بهذا مِن هؤلاء الكتاب أثر هذا على الآلاف من الشباب الإخواني؟!

أم أنه الحقد الأعمى؟!

أم أنه دَرَسَ وتعمَّد أن يوصي بذلك لإحراق البلاد؟!

ومَن صاحب فكرة اتهام السلفيين -بل التنكيل بهم- بتهمة العنف، وهم كانوا وما زالوا يواجهون اتهامات عديدة بالتخاذل مِن قِبَل مَن يتبنى هذه العمليات من الإسلاميين؟!

إنهم نفس المجموعة الصحفية التي نكاد نجزم أنهم رسل الغرب لإحداث الفوضى العارمة في بلادنا..

إن من أثقل الأمور على النفس أن يظلم الإنسان، ثم يفكر في عاقبة أمره؛ فلا يجد أمامه حلاً إلا الصبر؛ لا سيما إذا كان غير مكتوف الأيدي، ولكن دينه وعقله يأمرانه أن يُكبل يده بنفسه حتى لا يكون مفتاح فتنة!

والأصعب من ذلك أن تطلب مِن الناس هذا وتحضهم عليه!

ولكننا نبذل وسعنا في أن نقول لإخواننا: احذروا مَن يريد أن يوظفكم لأهوائه ومطامعه، واعرفوا الهدف قبل أن تحكموا على وسيلة ما بالقبول أو الرفض.

وأما أصحاب هذه الحملات.. فنقول لهم: موتوا بغيظكم.. فوالله ثم والله لا نتراجع عن شيء نراه حقًا إلا إذا تبين لنا -بالدليل القاطع مِن الكتاب والسنة- خطأه، لا بتدجيل دجال ولا بسخرية مستهزئ.

ولن نُستدرج نحن معشر السلفيين إلى المشاركة في الفوضى، سواءً ما وسمتها أمريكا بأنها خلاقة أو ما لم توصف بهذا الوصف.

كما أن شباب الدعوة الذي اعتاد أن تكون مرجعيته علماء ودعاة يهدون بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لن يسهل عليه أن يقوده في مظاهرةٍ كافر، أو يقوده فيها تارك للصلاة، أو فتاة متبرجة، ولن يقبل أن يُعرِّض بلاد الإسلام -لا سيما مصر قلب العالم الإسلامي- للخطر.

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف


Ramadan Course